بعد مقتل المئات خلال يومين.. سوريا تتهم إيران بتأجيج الصراع وتحريض "فلول الأسد"

اتهمت وزارة الإعلام السورية إيران بتحريض فلول الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، بعد مقتل المئات خلال اليومين الماضيين، وأعلنت أن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها على مدينتي اللاذقية وطرطوس، في حين لا تزال عمليات التطهير مستمرة في المناطق الريفية.

وعن الاضطرابات في سوريا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، دون الإشارة إلى طرف محدد: "إن طهران تراقب باهتمام التطورات الداخلية في سوريا، وتتابع بقلق بالغ الأخبار والتقارير المنشورة عن العنف وعدم الأمان في مناطق مختلفة من البلاد".

وأكد بقائي أن إيران تعارض بشدة انعدام الأمن والعنف والقتل وإلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء في سوريا من أي مجموعة أو طائفة، وترى أن ذلك يمهد لتفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، وزيادة الفتنة من قِبل أطراف ثالثة، خاصة إسرائيل.

وأدانت السعودية وتركيا هجمات مؤيدي الأسد، وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البوداوي، إن المجلس يقف إلى جانب دمشق في جميع الجهود والإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمن واستقرار الشعب السوري.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل ما لا يقل عن 340 مدنيًا علويًا خلال اليومين الماضيين، بينما أكدت إدارة الأمن العام السوري اعتقال مجموعة مسلحة ارتكبت انتهاكات ضد المدنيين.

وفي أول رد فعل له على هذه الأعمال العنيفة، وعد الرئيس السوري، أحمد الشرع، بأن أي شخص يهاجم المدنيين سيتم اعتباره مسؤولاً، مؤكدًا أن القوات الحكومية ستلاحق فلول النظام السابق المخلوع وستقدمهم إلى العدالة.

هجوم قوات الأسد

وقد قامت القوات الموالية للرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، يوم الخميس 6 مارس (آذار)، بهجوم دموي في المنطقة الساحلية للبلاد، والذي وصفه المسؤولون بأنه من أشد أعمال العنف ضد القوات الحكومية في سوريا منذ وصول المعارضة إلى السلطة.

وفي الوقت نفسه، قال مصدر في وزارة الدفاع السورية لوكالة الأنباء الرسمية إن القوات العسكرية والأمنية تقوم بعمليات ضد القوات الموالية للأسد في مدينة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد.

كما دخل الجيش السوري مدينة جبلة واستولى بالكامل على كلية القوات البحرية.

وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام عربية بمقتل 90 فردًا من القوات المسلحة وإدارة الأمن السوري و160 فردًا من القوات التابعة للنظام السابق في الاشتباكات.

مؤيدو الأسد في الممر البحري الوحيد لسوريا

توجد القوات الموالية للرئيس المخلوع، بشار الأسد في الممر البحري الوحيد لسوريا على الساحل الغربي للبلاد بجانب البحر الأبيض المتوسط، والذي يبلغ طوله 183 كيلو مترًا.

وأدى قرب الجبال من البحر والجغرافيا المعقدة لهذه المنطقة، التي تغطي مساحة تزيد على أربعة آلاف كيلومتر مربع، إلى صعوبة ملاحقة هذه المجموعات من قِبل القوات الحكومية في سوريا.

وتشمل هذه المنطقة محافظتي طرطوس واللاذقية؛ حيث يشكل العلويون غالبية السكان، وكانت على مدى العقود الماضية قاعدة الدعم الرئيسية للنظام السابق. ومع ذلك، فإن مزيجًا من السكان السُّنّة والمسيحيين يعيشون أيضًا في هذه المنطقة. وقُدر عدد سكان المحافظتين قبل الحرب الأهلية السورية بحوالي 1.8 مليون نسمة.

وتوجد في سواحل سوريا ثلاثة موانئ رئيسية، كانت تحت السيطرة الروسية بموجب اتفاقية موسكو مع الأسد. أكبر ميناء في المنطقة هو ميناء اللاذقية، يليه ميناء طرطوس، كما أن ميناء بانياس مخصص بشكل خاص لتصدير النفط إلى خارج البلاد.

ويمثل التصعيد الأخير نقطة تحول في تفاقم التوترات في المنطقة الساحلية، التي تعد مركزًا رئيسيًا للعلويين، وأصبحت الآن تحديًا أمنيًا كبيرًا أمام الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الذي يحاول تعزيز سيطرته على البلاد.

وأعلن نشطاء علويون أن مجتمعهم، خاصة في المناطق الريفية في حمص واللاذقية، أصبح هدفًا للعنف والهجمات بعد سقوط الأسد.

وبينما وعد الشرع بإدارة سوريا دون إقصاء لأي طرف، وعلى الرغم من لقاءاته مع أعضاء من الأقليات الأخرى، بمن في ذلك المسيحيون والدروز، فإنه لم يتم حتى الآن عقد أي لقاءات بينه وبين قادة علويين بارزين.