صحف إيران: "مجانين" المفاوضات.. والدبلوماسية مع "سوريا الجديدة".. واستياء نصرالله من طهران

Sunday, 01/05/2025

تحولت مسألة المفاوضات من عدمها إلى قضية جدلية ساخنة في إيران، خلال الأيام الأخيرة؛ فقد تباينت الآراء بين من يراها ضرورة ملحة وبين من يرفضها، سط تأكيد على استحالة الثقة بالولايات المتحدة، بعد فشل الاتفاق النووي، حيث أبرزت الصحف الإيرانية هذه الانقسامات بحدة.

وعكست صحيفة "آرمان ملي" هذا الجدل القائم، وعنونت بالقول: "هل نتفاوض أم لا نتفاوض؟"، فيما استخدمت "ستاره صبح" عنوان: "المفاوضات.. خدمة أم خيانة؟"، مؤكدة أن المفاوضات هي دليل عقل وليس جنون.
وازداد جدل المفاوضات بعد الهجوم العنيف لصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس السبت، على من يدعون إلى المفاوضات، ووصفتهم بأنهم "مجانين" و"سذج".

كما شددت صحيفة "جمهوري إسلامي"، في عددها الصادر اليوم الأحد، على ضرورة المفاوضات مع "الأعداء"، مؤكدة أن مبدأ التفاوض هو مبدأ عظيم في الإسلام، واستخدمه النبي بشكل كبير في صدر الإسلام.

وفي موضوع آخر انتقدت صحيفة "خراسان" الأصولية تصريحات الأصولي، محمد صادق كوشكي، الذي تحدث فيها عن "استياء" زعيم حزب الله السابق، حسن نصرالله، من "تعلل إيران" في الرد على مقتل القائد العسكري البارز في الحزب، فؤاد شكر.

وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه التصريحات لها آثار سلبية كبيرة على إيران داخليًا وخارجيًا، موضحة أن نشر الفرقة والخلاف بين القادة العسكريين لإيران وأطراف محور المقاومة هي خطة إسرائيلية تعمل عليها بشكل مكثف في وسائل إعلامها.

وذكرت "خراسان" أيضًا أن إيران تواجه اليوم تحديات متعددة، وفي ظل هذه الظروف يجب العمل على تعزيز قوة الرأي العام الإيراني تجاه قادة البلد وسياساتهم، بدلاً من بث الفرقة والتشاؤم؛ استنادًا إلى ادعاءات واهية.

وفي شأن منفصل حذرت صحيفة "هم ميهن" من التبعات السلبية المحتملة لإنتاج فيلم إيراني حول الصحابي "سلمان الفارسي"، وقالت إنه لو لم تتم دراسة هذا الأمر بشكل صحيح، فإنه من الوارد أن يفاقم من توتر العلاقات بين إيران والدول الإسلامية الأخرى.

وأوضحت الصحيفة، في هذا السياق: "ازداد الشرخ بين التوجه الإسلامي والتوجه القومي في إيران، خلال السنوات الأخيرة، وإذا لم يُنظر في الأبعاد المعقدة لإنتاج فيلم سلمان الفارسي فإنه من الممكن أن يفاقم من هذا الشرخ".

وفي شأن اقتصادي أشارت بعض الصحف إلى توقف انهيار التومان الإيراني في خانة 80 ألف تومان مقابل كل دولار أميركي، ودعت الحكومة والجهات المعنية إلى العمل جديًا على عدم تفاقم الوضع؛ لأن الاقتصاد والمواطن الإيراني أصبحا لا يتحملان أي انهيار في قيمة العُملة المحلية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"شرق": تهريب واسع للنفط عبر أطراف خاصة في إيران
انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية قيام أطراف خاصة ببيع النفط، تحت وقع العقوبات والقيود المفروضة على قطاع النفط الإيراني، وقالت إن بعض هذه الأطراف يقوم بعمليات بيع النفط بشكل سري؛ ما يصعّب عملية الرقابة عليها ووضعها في أطر قانونية شفافة.

وذكرت أن العقوبات ستكون لها آثار طويلة ولسنوات قادمة على إيران واقتصادها، وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية تريدان قطع آخر رمق في الحياة الاقتصادية الإيرانية، وعلى المسؤولين وصُناع القرار في إيران أن يدركوا هذه الخطورة والعمل على إفشالها من خلال خلق الأرضية المناسبة لرفع العقوبات عن البلاد.

وشددت الصحيفة أن التأكيد على قضية رفع العقوبات لا يعني الغفلة عن الاستراتيجيات الكبرى لإسرائيل وأميركا تجاه إيران أو أننا متفائلون تجاه هذين البلدين، بل إن الغاية هي جعل الاقتصاد الإيراني أكثر ازدهارًا من خلال الانفتاح على الأسواق العالمية.

وختمت "شرق" بالقول: "إن عمليات تهريب كبيرة تتم في سوق وقطاع النفط الإيراني؛ بحجة وجود العقوبات وما لم تكن هناك إرادة جادة وحقيقية لمواجهة هذا التهريب، فإن الوضع سيزداد سوءًا لإيران والإيرانيين".

"جمهوري إسلامي": المفاوضات والدبلوماسية نهج رسول الإسلام لتحقيق السلام والصلح مع الأعداء
دافعت صحيفة "جمهوري إسلامي" عن المفاوضات وأكدت أن مبدأ التفاوض مع العدو هو مبدأ إسلامي خطه رسول الإسلام، موضحة أن قراءة التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية تكشف أن مبدأ التفاوض هو المبدأ الأكثر رواجًا والمقبولية في السياسة والدبلوماسية، التي سلكها النبي من أجل ترك العداوة والتوصل للسلام والصلح مع الأعداء.
كما أن النبي اعتمد على فكرة إرسال الموفدين والسفراء إلى المناطق المختلفة للقيام بالإجراءات التمهيدية لنشر السلام وقيم الإسلام في المجتمعات المختلفة.

"اعتماد": إيران عليها البدء في بناء علاقات دبلوماسية مع "سوريا الجديدة"
دعت صحيفة "اعتماد" النظام الإيراني إلى المبادرة وبدء علاقات دبلوماسية مع الحكام الجدد في سوريا، مؤكدة أهمية هذه الخطوة لتحقيق مصالح إيران، وإفشال خطط الدول الأخرى، التي تحاول اقتطاع أكبر قدر ممكن من المصالح الخاصة بها.

وأشارت الصحيفة إلى ذهاب وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا إلى دمشق للاجتماع بالمسؤولين الجدد في سوريا، وقالت إن هذه الوفود الغربية لم تذهب إلى دمشق لمباركة الحكم لـ "الجولاني"، وإنما ذهبت إلى هناك لوضع حد لدور تركيا في سوريا، فالتكبر التركي والشعور بالنصر سرعان ما تبدد بفعل الدبلوماسية، التي قامت بها الدول الغربية والانفتاح السريع على الوضع الجديد.

وتساءلت الصحيفة بالقول: "السؤال الأهم الآن في عالم السياسة هو: متى تبادر إيران برفع علم الدبلوماسية مع سوريا الجديدة؟ هل من الممكن أن نشهد حيرة العالم من خلال تشكيل علاقات دبلوماسية بين إيران والحكام الجدد في سوريا؟".

مزيد من الأخبار