أصدر مجلس تنسيق نقابات المعلمين في إيران بيانًا، حول تزايد حالات الانتحار بين الطلاب، مشيرًا إلى أنها نتيجة مباشرة لـ"السياسات الفاشلة، والضغوط الناتجة عن النظام التعليمي، والأزمات الاقتصادية، والضغوط الأيديولوجية، وغياب الدعم والرعاية، والضغط النفسي المفروض على الطلاب".
وأشار المجلس، في البيان الذي صدر اليوم الجمعة 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى حادثة انتحار الطالبة سوغند زمانبور، البالغة من العمر 16 عامًا في مسجد سليمان، معتبرًا أن هذه الواقعة ليست حادثة فردية، بل هي جزء من "سلسلة مروعة" تركت جرحًا عميقًا في النظام التعليمي.
وأكد المجلس أن النظام التعليمي الإيراني لا يهتم بالاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلاب، موضحًا أن المدارس أصبحت أدوات لنقل أيديولوجيات مفروضة تُجرد الطلاب من هويتهم وحياتهم.
وأشار البيان أيضًا إلى أن الضغوط الناجمة عن التعليم غير العادل، والأوضاع الاقتصادية الصعبة، والبيئة القمعية، حولت المدارس إلى أماكن تعزز الأذى النفسي، مؤكدًا أن فرض القيم والأيديولوجيات الخاصة يزيد من حدة هذه الأزمة.
وأوضح المجلس أن المسؤولين بدلاً من إصلاح البنية التحتية وخلق بيئة آمنة للنمو الفكري والنفسي للمراهقين، يفرضون تعليمات غير ضرورية ومعتقدات قسرية، مما يدفعهم نحو طريق مسدود نفسيًا واجتماعيًا.
ودعا المجلس، في ختام البيان، المؤسسات التعليمية إلى تحمل مسؤولياتها عن هذه الأزمات، وسأل: "هل أنتم مستعدون لتحمل مسؤولية كل روح فُقدت في المدارس، وهم كانوا مستقبل هذا الوطن؟".
وأُبلغ عن العديد من حالات انتحار الطلاب؛ بسبب سوء معاملة مديري المدارس، خلال الأسابيع الماضية. ففي 23 نوفمبر الجاري قالت مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، زهرا بهروز آذر: "إن انتحار طالبتين مؤخرًا أمر مقلق جدًا"، وأضافت: "إن حالتين فقط بالنسبة لنا عدد كبير وغير مقبول".
وفي وقت سابق من هذا العام، أكد وزير التعليم الإيراني، علي رضا كاظمي، أن أولويات الوزارة تركز على إقامة الصلاة والأنشطة الدينية، كما أعلن نائب الوزير للشؤون التربوية والثقافية، محمد حسين بورثاني، في مايو (أيار) الماضي، أن 16 مشروعًا لتعزيز "العفاف والحجاب" قيد التنفيذ في المدارس.
وقد انتشرت مقاطع فيديو تظهر طالبات في مدرسة كمال دهقان بمدينة "كرج"، وهن يحتججن ضد مديرة المدرسة؛ بسبب إلزامهن بالحجاب الإجباري، وخلعن غطاء الرأس أثناء تجمعهن في فناء المدرسة، وذلك في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.